تابوت معجزات السيد المسيح

اكتشف في ديسمبر 1857م بمنطقة دلس غرب العاصمة يعود تأريخه للقرن الرابع الميلادي. مستطيل الشكل مصنوع من الرخام الأبيض ويتكون من جزئين: غطاء عبارة عن بلاطة مسطحة نحت عليها ثلاثة دلافين. أما التابوت فواجهته الخارجية عليها نحت بارز لسبعة سجلات لمعجزات السيد المسيح حسب الكتاب المقدس (الإنجيل) يفصل بينها أعمدة ذات تيجان تعلوها عقود بسيطة ومنكسرة بالتناوب. السجل الأول: نقش عليه شخصان في حالة حوار، يحمل أحدهما مخطوطا بيده اليسرى ويطعم ثعبانا ملتويا حول نفسه باليد اليمنى. ويمسك الشخص الآخر في يده اليمنى شيئا مسطحا رقيقا ومستطيلا كأنه طبيب يقدم وصفة (معجزة النبي دانيال و هو يقدم سم الأفعى البابيلون). السجل الثاني: نشاهد الطبيب وفي يده اليسرى كتابا ويمسك في يده اليمنى سعف نخيل، يحرك به سائل في إناء كبير أمامه كأنه يحضر دواء، حسب الإنجيل يمثل هذا المشهد معجزة تحويل المسيح الماء إلى نبيذ. السجل الثالث: يمسك الطبيب بكتاب واضعا يده اليمنى على رأس فتاة صغيرة جاثية على ركبتيها وتمسك بيدها الجزء السفلي لثوب الطبيب وبجانبها شيخ مسن كثيف اللحية. وهذا المشهد حسب الإنجيل يمثل معجزة هوموروس المرأة التي كانت تنزف دما مدة أثنتى عشرة سنة وعند لمسها لثوب المسيح شفيت من مرضها، فسجدت له. السجل الرابع: لشخص غير ملتح، يفترض أنه السيد المسيح جالسا على عرشه بين نخلتين، ويضع رجليه على رأس كبيرة كرمز للسماء، يجلس عند قدميه رجلان أصغر حجما، قد يكونان القديسان بطرس وبول. ويده اليمنى مرفوعة للتبارك واليسرى تحمل الكتاب المقدس. السجل الخامس: نرى طبيب يحرك بسعف النخيل ما في داخل إناء ربما يكون طعاما. وفي يده اليمنى كتابا وجزء من ردائه العلوي والجزء الآخر من الثوب بيده اليسرى. ووراء الإناء شخص ذو لحية وشعر كثيف يرتدي عقدا ويمسك في يده شيئا ما. وهذا حسب الإنجيل معجزة تكاثر الخبز والسمك. حيث ارتمى تحت قدم السيد المسيح جموع غفيرة من الجوعى ولم يكن مع تلاميذه سوى سبعة أرغفة وقليل من السمك، فأخذهم السيد المسيح وقسمهم على الجمع الفقير فأكلوا جميعا وكان عددهم حوالي أربعة ألاف مابين رجل وإمرأة وطفل وبقيت سبع سلال ملأى. السجل السادس: يفحص الطبيب بإصبعين عينا طفل صغير أمام الملأ، وخلفهما شخص ينتظر الطبيب بقلق نتيجة الفحص. وحسب الإنجيل يفسر هذا المشهد معجزة شفاء الأعمى. السجل السابع: يحمل الطبيب كتابا في يده اليسرى وبين أصابع اليد اليمنى شيء ما على شكل مستطيل. ويوجد شخص ثان يشير باصبعه إلى ديك أمام رجليه. يفسر هذا المشهد حسب الإنجيل معجزة التنبؤات الثلاثة وانكار القديس بطرس للمسيح وصياح الديك. نحت هذا التابوت بالحفر البارز، يصل سمكه ما بين 5 إلى 6سم و هو نادر لا مثيل له، فقلما تنحت الشخصية الرئيسية (الطبيب السيد المسيح) بصفة واحدة. أنجزت ملامح الوجه بدقة، إضافة إلى تصفيفات الشعر التي تختلف من شخص لآخر، ما عدا السيد المسيح الذي صور بشعر كثيف ينتهي بخصلات مستديرة